أنتحار مهرج

فقرته أحبها الجميع صغارا وكبارا .. كثيرا ما اضحكهم حتي دمعت اعينهم من شدة الضحك ... فقرته العبث مع شعلة نار ... تشتعل ملابسه ويجري بحركات ضاحكة مرحة نحو دلو كبير من الماء ... ثم يعود للعبث مع شعلة النار ... ويتكرر الأمر ويتكرر ركضه المضحك هنا وهناك لأطفاء نار طالت ملابسه


دعاها كثيرا لحضور فقرته .. فلم تكن تحضر ابدا .. ولم ييأس ابدا فكان يبعث لها بالدعوة مزينة بزهرة حمراء كل يوم


اليوم وبعد 3 سنوات حضرت ربما ليكف عن ارسال الدعوات لها او حضرت لتعرف ما سر اصرار هذا العاشق الذي هجرته هي منذ زمن


اختلط وجهها بوجوه الحاضرين فتاهت بينهم


اما هو فلم يري اي احد من الحاضرين فقط كان يري وجهها


نظر إلي صديقه مشغل الموسيقي القابع في مكان بعيد .. ورفع يده باشارة معينة


أستجاب مشغل الموسيقي لأشارته وهو يعض علي شفتيه بحسرة لربما كلفه هذا الأمر وظيفته ...


أنساب في المكان صوت موسيقي راقصة حالمة .. فرسم علي وجوه الحاضرين دهشة أن تكون هذه الموسيقي خاصة في فقرة المهرج في شئ


وقف المهرج في المنتصف ورفع شعلة النار بيديه وبدء يرقص معها علي أنغام الموسيقي .. مع تمايل رؤؤس الحاضرين أعجاب بما يشاهدون ... باحتراف رقص مع الشعلة .. وقدم عرض راقصا مذهلا .. يكاد يكون مستحيلا





سكتت الموسيقي فتقدم نحوها كثيرا ... ونظرت هي إليه بقليل جدا من الأرتباك


رفع الشعلة بيديه .. وسادت فترة من الصمت


قرع طبول حرب


ثم اشعل النار في نفسه


هذه المرة لم يجري إلي مكان ... وقف ثابتا ... والنار تزداد اشتعالا .. وتعالت شهقات الحاضرين ... فالجميع يظن أن هذا جزء من العرض


ما عدا هي ... هي فقط ادركت الآن لما اصراره علي حضورها


ومع ركوعه علي قدميه والنار تشتعل ... ادرك الحاضرين بان هذا انتحار ... وليس عرض


قفزت هي من مكانها ... هرولت اليه ..... وهي تصرخ


وفجأة






















خرج هو من النار .... وخلع قناعه


لم تكن سوي خدعة بصرية تعلمها من صديقة الساحر طوال سنوات هجرها له


شاهد الفزع في عينيها


فضحها فزعها


فالقت نفسها بين أحضانه ... وسط تصفيق حاد من الحاضرين


فعاد إليه الحب


وتحول المهرج إلي ساحر